الرئيسية
قدر الله وما شاء فعل
صحيت متأخر وملحقتش الاتوبيس اللي جيباه النقابة عشان المحامين اللي رايحين المؤتمر في الغردقة ، فروحت الموقف وركبت اتوبيس ، وحنا في الطريق الاتوبيس عمل حادثة واتقلب ونا روحت المستشفى ودخلت العناية المركزة وبعد حوالي خمستاشر ساعة من توصيل أجهزة الانعاش ووسائل الحياة ، الدكتور محرم كبير الأطباء فصل الأجهزة دي عني ومت وغسلوني في المستشفى وراحو صلو عليا ودفنوني .
النيابة جابت الدكتور محرم وحققت معاه :
• ما تفصيلات ما حدث ؟
• اللي حصل ان المتوفى الى رحمة مولاه < اللي هو انا > دخل عندنا المستشفى امبارح على إثر حادث سير ، ودخلناه العناية المركزة وتم عمل الاشعات والتحاليل والكشوفات اللازمة ، وأعطيناه الأدوية والجرعات العلاجية اللازمة ، وعلى الرغم انو كان حي بالفعل ، لكن مكنش بيستجيب اطلاقا للعلاج اللي كنا بنديهولو ، ومكنش في أي تفاعل مع أجهزة الانعاش ووسائل الحياة اللي كنا مركبنهالو على الرغم من مرور اكتر من خمستاشر ساعة على توصيلها ، وبالتالي فهو كان في حكم الميت ، فنا رحمة به فصلت عنه الاجهزة عشان يرتاح للابد .
• انت كطبيب لم تراع التقاليد الكريمة وخالفت ميثاق الشرف الذي اقسمت عليه حسب المادة الأولى من قرار وزير الصحة رقم 234 لسنة 1974 بإصدار لائحة وميثاق مهنة الطب البشري والتي نصت على أن < مهنة الطب تميزت بين المهن ـ منذ فجر التاريخ ـ بتقاليد كريمة وميثاق شرف وقسم جرى العرف على أن يؤديه الطبيب الجديد قبل أن يبدأ مزاولة المهنة > فما قولك ؟ .
• محصل ونا كان غرضي أخلص المتوفى إلى رحمة مولاه من العذاب والألم اللي كان عايش فيه .
• كما انك لم تبذل ما في وسعك نحو المريض ولم تعمل على تخفيف الالم ، ولكنك انتهجت اسلوب القسوة بأن تعمدت إزهاق روح مريضك وكان بالإمكان ان تبذل الكثير مما في وسعك حسب المادة 14 من القرار السابق التي نصت بأنه < على الطبيب أن يبذل كل ما في وسعه نحو مرضاه , وأن يعمل على تخفيف الألم وأن تكون معاملته لهم مشبعة بالعطف والحنان ..... > فما قولك ؟ .
• محصلش .. ونا مفصلتش الاجهزة غير بعد اكتر من خمستاشر ساعة وبعد ما تأكدت من عدم الاستجابة للاجهزة والعلاج ، فهو كان هيموت هيموت .
• ولماذا استعجلت الوفاة طالما أن الوفاة كانت هي نتيجة حتمية حسب كلامك كطبيب ؟ .
• انا معرفش موعد الوفاة هيكون امتى تحديدا وجايز الموعد يطول أو يقصر دي حاجة بتاعت ربنا .. لكن طول ما هو على قيد الحياة فهو بيتألم وبيتعذب جدا .
• انت متهم بقتل مدحت الخطيب عمدا ، فما قولك ؟
• محصلش
الناس نصحت الدكتور محرم انو يشوف محامي شاطر عشان الموضوع كبير وممكن يلبس على الاقل عشر سنين كدة مع الرأفة < حسب كلام الناس > ، فالدكتور قال لهم طب وهروح بعيد ليه .. منا أروح لبنت المرحوم ، وزي ما بيقولو : ابن الوز عوام ، وهذا الشبل من ذاك الاسد .
الدكتور محرم راح وتقابل مع بنتي ، فبنتي زعقت له وقامت وكانت هتمسك فيه وتضربو وتطلب له النجدة ، وقعدت تشتمه شتايم جامدة بالاب والام الصراحة ، وكل دا عشان الدكتور كان عايز يدفعلها سبعين جنيه اتعاب وبنتي مصرة على تمانية وسبعين جنيه وإلا يغور في ستين داهية .
طبعا بنتي مهياش محامية أساسا .. وفي الحقيقة بأة انا مش مخلف بنات اصلا .. دي بنت كدة من كتر ما هي بتقرا مقالاتي عن البراءات بقت معجبة ومهووسة بللي بكتبو واعتبرت نفسها انها بنتي ونا ساكت وخلاص .. هعمل ايه يعني بس ؟؟؟
المهم البنت دي عملت مذكرة انا ذات شخص نفسي مكونتش هعرف اعملها لو انا كنت هترافع عن الدكتور اللي قتلني ، وراحت ادت المذكرة دي لمحامي شاب ، فالمحامي الشاب ربنا يحميه ويبارك فيه معملش اعتبار ليا ولا لمكتبي اللي اتعلم فيه ، فوقف كالأسد الجسور في المحكمة يدافع عن الدكتور اللي قتلني ونا بأة ليا رب يجيبلي حقي ، وقعد يقرا المذكرة بتاعت البت وقال :
بطلب البراءة لأن العمل اللي قام به الدكتور محرم هو عمل مشروع باعتباره استعمالا للحق وفقا للمادة 7 من قانون العقوبات اللي بتقول < لا تخل أحكام هذا القانون في أي حال من الأحوال بالحقوق الشخصية المقررة في الشريعة الغراء > ووفقا للمادة 60 من ذات القانون اللي بتقول < لا تسري أحكام قانون العقوبات على كل فعل ارتكب بنية سليمة عملا بحق مقرر بمقتضى الشريعة > ، وبالنظر إلى النصين السابقين يتبين أنه إذا تواجد حق قررته أحكام الشريعة الإسلامية الغراء ، أو مطلق القاعدة القانونية سواء كانت مفرغة في نص تشريعي أم لم تكن كذلك ، فإن استخدام هذا الحق يوقف مفعول قانون العقوبات ويجعل فاعل تلك الواقعة المنصوص عليها في قانون العقوبات بمنأى عن أي مساءلة جنائية .
وفي الشريعة الإسلامية الغراء فإنه ليس للطبيب أن يأذن في قتل أحد ، وإنما له أن يقرر إيقاف العلاج عن المريض ، ولا يجوز له أن يتقدم بطلب لإنهاء حياة المريض إلا في حالتين (1) إذا توقفت حياة المريض على تناول العلاج ونفد مال المريض ولم يحصل على مال من جهة أخرى للاستمرار في علاجه ، ففي هذه الحالة للطبيب أن يمتنع من الاستمرار في معالجة المريض لأنه غير مكلف بالإنفاق عليه (2) قيام الطبيب أو غيره برفع أجهزة الإنعاش الصناعي ووسائل الحياة كالتغذية رأفة بالمريض رغم كونه لا يزال على قيد الحياة وهو في حاجة إليها مما يؤدي إلى وفاته .
واستمر الاستاذ في المرافعة وقال : وقد أصدرت دار الإفتاء المصرية فتواها بخصوص الطلب المقيد برقم 11 لسنة 2006 المتضن السؤال عن حكم رفع الأجهزة الطبية عن المريض الميئوس من شفائه وعن الفرق بين ذلك وبين الفتل الرحيم ، وجاء في الفتوى أنه يجوز شرعا رفع الأجهزة الطبية عن المريض الميئوس من شفائه ، التي تستخدم في الإبقاء على حياته دون تقدم في حالته الصحية ، والمسمى < الموت الإكلينيكي > فقط إذا نصح الأطباء بذلك .
هذا .. وإذا كان يشترط في استعمال الحق كي يكون سببا من أسباب الإباحة أن تتوافر فيه ثلاثة شروط وهي :
(1) وجود حق تقرره أحكام الشريعة الإسلامية الغراء أو أي قاعدة قانونية .
(2) عدم مجاوزة حدود ذلك الحق .
(3) توافر حسن النية .
وإذا توافرت هذه الشروط الثلاثة استفاد الفاعل من نص المادتين 7 و 60 من قانون العقوبات ويكون بمعزل عن المساءلة الجنائية ، وإذا كانت تلك الشروط تنطبق على الدكتور محرم ، فمن ثم يجب أن يكون بمعزل عن المساءلة الجنائية .
ادعولي بالرحمة إحياة أبوكو
[ من كتابنا : مفيش تلبس ]
صحيت متأخر وملحقتش الاتوبيس اللي جيباه النقابة عشان المحامين اللي رايحين المؤتمر في الغردقة ، فروحت الموقف وركبت اتوبيس ، وحنا في الطريق الاتوبيس عمل حادثة واتقلب ونا روحت المستشفى ودخلت العناية المركزة وبعد حوالي خمستاشر ساعة من توصيل أجهزة الانعاش ووسائل الحياة ، الدكتور محرم كبير الأطباء فصل الأجهزة دي عني ومت وغسلوني في المستشفى وراحو صلو عليا ودفنوني .
النيابة جابت الدكتور محرم وحققت معاه :
• ما تفصيلات ما حدث ؟
• اللي حصل ان المتوفى الى رحمة مولاه < اللي هو انا > دخل عندنا المستشفى امبارح على إثر حادث سير ، ودخلناه العناية المركزة وتم عمل الاشعات والتحاليل والكشوفات اللازمة ، وأعطيناه الأدوية والجرعات العلاجية اللازمة ، وعلى الرغم انو كان حي بالفعل ، لكن مكنش بيستجيب اطلاقا للعلاج اللي كنا بنديهولو ، ومكنش في أي تفاعل مع أجهزة الانعاش ووسائل الحياة اللي كنا مركبنهالو على الرغم من مرور اكتر من خمستاشر ساعة على توصيلها ، وبالتالي فهو كان في حكم الميت ، فنا رحمة به فصلت عنه الاجهزة عشان يرتاح للابد .
• انت كطبيب لم تراع التقاليد الكريمة وخالفت ميثاق الشرف الذي اقسمت عليه حسب المادة الأولى من قرار وزير الصحة رقم 234 لسنة 1974 بإصدار لائحة وميثاق مهنة الطب البشري والتي نصت على أن < مهنة الطب تميزت بين المهن ـ منذ فجر التاريخ ـ بتقاليد كريمة وميثاق شرف وقسم جرى العرف على أن يؤديه الطبيب الجديد قبل أن يبدأ مزاولة المهنة > فما قولك ؟ .
• محصل ونا كان غرضي أخلص المتوفى إلى رحمة مولاه من العذاب والألم اللي كان عايش فيه .
• كما انك لم تبذل ما في وسعك نحو المريض ولم تعمل على تخفيف الالم ، ولكنك انتهجت اسلوب القسوة بأن تعمدت إزهاق روح مريضك وكان بالإمكان ان تبذل الكثير مما في وسعك حسب المادة 14 من القرار السابق التي نصت بأنه < على الطبيب أن يبذل كل ما في وسعه نحو مرضاه , وأن يعمل على تخفيف الألم وأن تكون معاملته لهم مشبعة بالعطف والحنان ..... > فما قولك ؟ .
• محصلش .. ونا مفصلتش الاجهزة غير بعد اكتر من خمستاشر ساعة وبعد ما تأكدت من عدم الاستجابة للاجهزة والعلاج ، فهو كان هيموت هيموت .
• ولماذا استعجلت الوفاة طالما أن الوفاة كانت هي نتيجة حتمية حسب كلامك كطبيب ؟ .
• انا معرفش موعد الوفاة هيكون امتى تحديدا وجايز الموعد يطول أو يقصر دي حاجة بتاعت ربنا .. لكن طول ما هو على قيد الحياة فهو بيتألم وبيتعذب جدا .
• انت متهم بقتل مدحت الخطيب عمدا ، فما قولك ؟
• محصلش
الناس نصحت الدكتور محرم انو يشوف محامي شاطر عشان الموضوع كبير وممكن يلبس على الاقل عشر سنين كدة مع الرأفة < حسب كلام الناس > ، فالدكتور قال لهم طب وهروح بعيد ليه .. منا أروح لبنت المرحوم ، وزي ما بيقولو : ابن الوز عوام ، وهذا الشبل من ذاك الاسد .
الدكتور محرم راح وتقابل مع بنتي ، فبنتي زعقت له وقامت وكانت هتمسك فيه وتضربو وتطلب له النجدة ، وقعدت تشتمه شتايم جامدة بالاب والام الصراحة ، وكل دا عشان الدكتور كان عايز يدفعلها سبعين جنيه اتعاب وبنتي مصرة على تمانية وسبعين جنيه وإلا يغور في ستين داهية .
طبعا بنتي مهياش محامية أساسا .. وفي الحقيقة بأة انا مش مخلف بنات اصلا .. دي بنت كدة من كتر ما هي بتقرا مقالاتي عن البراءات بقت معجبة ومهووسة بللي بكتبو واعتبرت نفسها انها بنتي ونا ساكت وخلاص .. هعمل ايه يعني بس ؟؟؟
المهم البنت دي عملت مذكرة انا ذات شخص نفسي مكونتش هعرف اعملها لو انا كنت هترافع عن الدكتور اللي قتلني ، وراحت ادت المذكرة دي لمحامي شاب ، فالمحامي الشاب ربنا يحميه ويبارك فيه معملش اعتبار ليا ولا لمكتبي اللي اتعلم فيه ، فوقف كالأسد الجسور في المحكمة يدافع عن الدكتور اللي قتلني ونا بأة ليا رب يجيبلي حقي ، وقعد يقرا المذكرة بتاعت البت وقال :
بطلب البراءة لأن العمل اللي قام به الدكتور محرم هو عمل مشروع باعتباره استعمالا للحق وفقا للمادة 7 من قانون العقوبات اللي بتقول < لا تخل أحكام هذا القانون في أي حال من الأحوال بالحقوق الشخصية المقررة في الشريعة الغراء > ووفقا للمادة 60 من ذات القانون اللي بتقول < لا تسري أحكام قانون العقوبات على كل فعل ارتكب بنية سليمة عملا بحق مقرر بمقتضى الشريعة > ، وبالنظر إلى النصين السابقين يتبين أنه إذا تواجد حق قررته أحكام الشريعة الإسلامية الغراء ، أو مطلق القاعدة القانونية سواء كانت مفرغة في نص تشريعي أم لم تكن كذلك ، فإن استخدام هذا الحق يوقف مفعول قانون العقوبات ويجعل فاعل تلك الواقعة المنصوص عليها في قانون العقوبات بمنأى عن أي مساءلة جنائية .
وفي الشريعة الإسلامية الغراء فإنه ليس للطبيب أن يأذن في قتل أحد ، وإنما له أن يقرر إيقاف العلاج عن المريض ، ولا يجوز له أن يتقدم بطلب لإنهاء حياة المريض إلا في حالتين (1) إذا توقفت حياة المريض على تناول العلاج ونفد مال المريض ولم يحصل على مال من جهة أخرى للاستمرار في علاجه ، ففي هذه الحالة للطبيب أن يمتنع من الاستمرار في معالجة المريض لأنه غير مكلف بالإنفاق عليه (2) قيام الطبيب أو غيره برفع أجهزة الإنعاش الصناعي ووسائل الحياة كالتغذية رأفة بالمريض رغم كونه لا يزال على قيد الحياة وهو في حاجة إليها مما يؤدي إلى وفاته .
واستمر الاستاذ في المرافعة وقال : وقد أصدرت دار الإفتاء المصرية فتواها بخصوص الطلب المقيد برقم 11 لسنة 2006 المتضن السؤال عن حكم رفع الأجهزة الطبية عن المريض الميئوس من شفائه وعن الفرق بين ذلك وبين الفتل الرحيم ، وجاء في الفتوى أنه يجوز شرعا رفع الأجهزة الطبية عن المريض الميئوس من شفائه ، التي تستخدم في الإبقاء على حياته دون تقدم في حالته الصحية ، والمسمى < الموت الإكلينيكي > فقط إذا نصح الأطباء بذلك .
هذا .. وإذا كان يشترط في استعمال الحق كي يكون سببا من أسباب الإباحة أن تتوافر فيه ثلاثة شروط وهي :
(1) وجود حق تقرره أحكام الشريعة الإسلامية الغراء أو أي قاعدة قانونية .
(2) عدم مجاوزة حدود ذلك الحق .
(3) توافر حسن النية .
وإذا توافرت هذه الشروط الثلاثة استفاد الفاعل من نص المادتين 7 و 60 من قانون العقوبات ويكون بمعزل عن المساءلة الجنائية ، وإذا كانت تلك الشروط تنطبق على الدكتور محرم ، فمن ثم يجب أن يكون بمعزل عن المساءلة الجنائية .
ادعولي بالرحمة إحياة أبوكو
[ من كتابنا : مفيش تلبس ]
