في 1/11/2007 نشرت صحيفة واشنطن بوست مقتطفات من مذكرات منسوبة الى وزير الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفلد والتي قال فيها إن الثروة النفطية جعلت المسلمين خاملين لا يحبون العمل ، وان الثروة النفطية أبعدت أحيانا المسلمين عن حقيقة العمل والجهد والاستثمار الذي يؤدي إلى الثروة ، وأن المسلمين في الكثير من الأحيان يستنكفون من العمل اليدوي ، ولذلك فهم يستعينون بالكوريين والباكستانيين بينما يبقى شبابهم دون عمل ، وهذه العطالة تسهل توجه الشباب نحو التطرف
ونحن نتعجب ونتساءل عن ماهية العلاقة بين الدين والبترول بالكسل !! ؟؟
إذا كان الإسلام كدين يعتبر سببا من أسباب الكسل ، فهذا القول في غير محله ، لان الإسلام يدعو إلي العمل والنشاط والإنتاج ، وليس أي عمل هو ذاك الذي ينادى به الإسلام ، بل العمل الصالح والمتقن هو الذي يريده الإسلام ، وقد جاء في الحديث الشريف " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه "، كما أننا إذا تتبعنا القران الكريم سنجد العديد من الآيات تقرن بين الإيمان والعمل الصالح ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) ( البقرة :82 )
( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ) ( المائدة :9 )
( الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ ) ( الرعد :29 )
وغير ذلك من الآيات والأحاديث النبوية المطهرة التي تؤكد على حرص الإسلام على العمل والإنتاج والهمة والنشاط
وليس هناك ابلغ دليل على حرص الإسلام على العمل الجاد والبعد عن الكسل مما ورد في أقوال النبي الكريم حيث كان يستعيذ بالله من الكسل ، ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال « اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والجبن والبخل وضلع الدين وغلبة الرجال » رواه البخاري ومسلم
واكثر ما يثير العجب ما يقوله رامسفيلد أن البترول سبب في كسل المسلمين ، ذلك أننا لو نظرنا إلي الدول المنتجة للبترول سنجدها عديدة وغير محصورة في الدول الإسلامية ، وبنظرة سريعة لاهم الدول المنتجة للبترول سنجدها تتمثل فيما يلي : ــ
(1) دول الوطن العربي
(2) رابطة الدول المستقلة ويأتي معظم الإنتاج من :
أ - منطقة القــوقــاز
ب- منطقة الأورال – الفولجا
(3) الولايات المتحدة الأمريكية
(4) إيــران
(5) الصين
(6) المكسيــك
(7) النرويج
( فــنزويــلا
ولعل من الملفت للنظر فعلا ان نجد روسيا ــ ومن المعلوم ان الديانة الرسمية لروسيا هي المسيحية الأرثوذكسية ــ قد أصبحت الآن اكبر دولة منتجة للبترول في العالم ، وهو منصب كانت تتبوأه المملكة العربية السعودية خلال العقدين الماضيين
ولا شك أن معظم البلاد المنتجة للبترول هي دول على درجة عالية من التكنولوجيا والصناعات مثل الصين وروسيا وهى بالطبع غير مصنفة كدول إسلامية ، وهذا ما يثير كثير تعجبنا من أقوال رامسفيلد
لا نجد معنى لأقوال رامسفيلد غير انه يحاول تزييف وتغيير الحقائق وإلباس الإسلام لباسا مشينا في عيون غير المسلمين