كانت جلسة شديدة السخونة في مجلس الشعب هذا اليوم
ولعل اشدها سخونة حين اشتد الشجار بين أعضاء المجلس وبين الدكتور جودة عبد الخالق وزير التموين معلقا على كلمة النائب محمد عبد الله علي الذي وجّه سؤالاً إلى الوزير وهو " هل الحكومة لديها النية في حل المشكلة ــ أي مشكلة البطالة ــ أم أنها تريد تقليل أعداد المصريين ؟ في إشارة إلى غرق العديد من الشباب في قوارب صغيرة بالبحر المتوسط، أثناء محاولة الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا
اعتبر الوزير عبد الخالق أن السؤال إهانة له وللحكومة وليس سؤالا وانه كلام لا يقبله تماما حتى لو كان من نائب مجلس الشعب
بدأت الجلسة عندئذ في الاشتعال وأصر النواب على ان يقدم الوزير اعتذارا ، إلا أن الوزير رفض الاعتذار ، وتوجه إليه وزير الدولة لشئون مجلسي الشعب والشورى ونصحه بالاعتذار إلا أن الدكتور جودة أصر على رفض الاعتذار ، وانتهى الموضوع بإجبار الوزير على ترك المنصة والنزول إلي مقعد الوزراء
ولفت نظري كثيرا أسلوب الدكتور جودة في التعامل مع المشكلة ، حيث كان يصيح في النواب مطالبا إياهم بالجلوس متجاهلا رئيس المجلس الذي بين له أن رئيس المجلس هو فقط الذي يوجه الكلام للأعضاء ، كما كان الدكتور جودة يشير إلي الأعضاء بيده ملوحا لهم بالجلوس ، ولكنها تلويحات تشير إلي سخرية الوزير واستهزائه بالأعضاء وكأنهم تلاميذ في المدرسة وهو الناظر عليها ، أو كأنهم أطفال صغار وهو ولى أمرهم
نعود لموضوعنا
هل الحكومة لديها النية في حل مشكلة البطالة أم أنها تريد تقليل أعداد المصريين؟
سؤال وجيه وكان يجب الرد عليه بموضوعية ومدعوما بالأدلة التي تعزز الرد على هذا السؤال
فما نشاهده من حالات انتحار وجرائم قتل بسبب الحاجة والعوز والفقر والبطالة والرشاوى والمحسوبية وتمييز البعض على البعض في الوظائف والمرتبات والمزايا ، يجعلنا نردد التساؤل السابق : هل الحكومة لديها النية في حل مشكلة البطالة أم أنها تريد تقليل أعداد المصريين؟
قد تتجه الحكومة إلي تقليل عدد المصريين دون اتجاه نيتها إلي تعمد ذلك ، وهنا تكون الحكومة متهمة بالتقصير والقصور في وضع الحلول وعلاج المشكلة
وسواء اتجهت نية الحكومة إلي تقليل عدد المصريين أو لم تستطع تفاقم أزمة تقليل عدد المصريين ، فان الحكومة ملزمة بحل مشكلة البطالة ، وعلى من لا يستطيع حلها فليترك مكانه إلي من هو أكفأ منه ولديه المقدرة على حلها
في مصر، اشتبك الدكتور جودة عبد الخالق وزير التموين والتجارة الداخلية المصري، مع النائب محمد عبد الله علي عضو مجلس الشعب الذي وجّه سؤالاً إلى الوزير وهو "هل الحكومة لديها النية في حل المشكلة " البطالة " أم أنها تريد تقليل أعداد المصريين ؟ " في إشارة إلى غرق العديد من الشباب في قوارب صغيرة بالبحر المتوسط، أثناء محاولة الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا".
وفي الفيديو الذي نُشر اليوم على موقع "يوتيوب" اعتبر الوزير عبد الخالق أن السؤال إهانة له وللحكومة وليس سؤالاً, قائلاً: "هذا الكلام لا أقبله تماماً حتى لو كان من نائب مجلس شعب فيجب ويجب أن تعلموا ذلك".
الأمر الذي جعل أغلب نواب المجلس ينفعلون بحدة شديدة على الوزير, موجّهين اللوم الحاد له ومطالبينه بالاعتذار من جميع نواب المجلس على طريقته في الحديث مع النائب محمد عبد الله علي, مما دفع عبد الخالق إلى الانفعال عليهم قائلاً: "عليكم جميعاً أن تعلموا أنني لن أقبل ذلك من أحد حتى لو كان عضو مجلس شعب".
ومع تطور الأزمة طلب د. سعد الكتاتني رئيس المجلس من الوزير النزول من على "منبر" المجلس والتوجّه إلى مكانه بجانب النواب قائلاً له: "لا ينبغي لأحد مخاطبة النواب وتوجيه الحديث له إلا أنا والنواب لهم كل الحق في الإدلاء بآرائهم".
وختاماً اعتبر الكتاتني كلمة الوزير كأن لم تكن, مُشيراً إلى أنه بكل تلك المُشادات لن يعتبر المجلس قد استمع لرأي الحكومة في طلبات الأعضاء في الجلسة التي عُقدت خصيصاً كرد على طلبات الإحاطة المتعلقة بقضية البطالة.