تتلاحظ للجميع إبان الثورة الطاهرة انسحاب أفراد الشرطة من الشوارع والمصالح والمطارات وغير ذلك
انسحب الأمن تاركا البلاد بلا أمن ولا أمان
انسحبوا وتسببوا فى فتح المعتقلات والسجون وهروب آلاف المعتقلين والمسجونين والذين من بينهم من هم محكوم عليهم بالإعدام
انسحبوا تاركين المجرمين الهاربين من المعتقلات والسجون يعيثون فى الأرض فسادا
ولكن هيهات هيهات
لقد أص...بح المصريون كلهم أفراد شرطة
تشكلت اللجان الشعبية
نزل الرجال امام بيوتهم حاملين معهم ما يمكنهم حمله للدفاع عن أنفسهم وبيوتهم وزوجاتهم وأولادهم وعائلاتهم
نزل الشباب والشابات الى الطرقات والميادين لتنظيم حركة المرور
انسحبت الشرطة ولكن لم ينسحب الشعب
وفى هذا عظة واستفادة هامة جدا
فالوطن للمواطنين
والشعب هو الباقى
أما الكراسى والأنظمة والحكام فهم زائلون أو منسحبون
والعجيب أن بعض أفراد الشرطة تعللوا انسحابهم برغبتهم فى عدم حدوث أى اشتباكات مع المواطنين !!
تعللوا بأنهم انسحبوا حتى لا يطلقون النيران الحية على المتظاهرين !!
تعللوا بذلك وكأنهم من جنس ملائكة الرحمة
ولكنى مهما يقولون فلن أصدقهم
هل كان المتظاهرون يتواجدون بمطار القاهرة أو أى مطار غيره ؟
هل كان المتظاهرون يتواجدون بمباحث التليفونات والاتصالات ؟
هل كانوا يتواجدون بمباحث التموين ؟
هل وهل وهل ؟
فلماذا انسحبت الشرطة من المطارات والموانىء البحرية ؟
لقد أعلن المتظاهرون منذ اللحظة الاولى أن تظاهراتهم سلمية
لا تخريب
لا إفساد
لا تدمير
لا تكسير
كانوا يرددونها سلمية سلمية
لم يشتبكوا مع الشرطة وإنما الشرطة هى التى اشتبكت معهم
لم يلقوا على الشرطة شيئا ولكن الشرطة هى التى بدأت بضربهم وإلقاء القنابل المسيلة للدموع والقنابل المطاطية وخراطيم المياه الساخنة
كان المتظاهرون عزلا ليس معهم سوى سلاح الايمان بالله والإصرار على إسقاط النظام بطريقة سلمية
أما الشرطة فهى التى كانت تستخدم السلاح الحى عن عمد
كانت تقتل حتى الأبرياء الذين لا علاقة لهم بالتظاهر
ألم يقتلوا صحفيا وهو يصور الأحداث من شرفته ؟
ألم يقتلوا أطفالا فى عمر الزهور ؟
ألم يخلعوا الزى الرسمى ويقتحمون المتظاهرين بخيلهم ورجلهم وإبلهم ؟
ألم يثبت للعالم أن المتظاهرين أمسكوا ببعض رجال الأمن حال اقتحامهم ميدان التحرير ؟
ألم تبث وسائل الإعلام المرئية وعلى الهواء مباشرة بعض المتظاهرين وقد عثروا على بطاقات وكارنيهات لرجل أمن إثر معركة الحمير والخيول والإبل بميدان التحرير ؟
لقد انسحبت الشرطة وتركت البلاد بلا أمن وبلا أمان
ولن أصدق أبدا أنهم كانوا يريدون الحفاظ على أرواح وسلامة المتظاهرين
فقد كذب بعض أفراد الشرطة ولو صدقوا