لقد شاء الله تعالى أن يصير ميدان التحرير بالقاهرة هو الميدان الأشهر فى جميع بلدان العالم قديمها وحديثها
لقد صار هذا الميدان هو الكعبة المصرية التى يحج اليه جميع الأبطال المناضلين الشرفاء من جميع المدن والمحافظات المصرية ، والقبلة التى يتجه اليها جميع الثائرين الرافضين للقمع والاستبداد من جميع بلدان العالم
لم يعد هذا الميدان ميدانا عاديا ، وانما أصبح رمزا للشموخ والعلو والكبرياء وتحطيم أوثان القهر والذل والاستخفاف بعقول المصريين
لقد خرجت الجموع من كل حدب وصوب والتقوا فى هذا الميدان هاتفين بهتاف واحد " الشعب يريد إسقاط النظام "
تعالت حناجرهم تحت مظلة واحدة وهى إسقاط النظام
الجميع فى هذا الميدان على اختلاف عقائدهم الدينية ومناهجهم السياسية والحزبية اتفقوا واتحدوا على مبدأ واحد وعقيدة واحدة ورغبة واحدة
لقد اجتمعوا فى هذا الميدان واتخذوه سكنا ومأوى وملاذا لهم
اجتمعوا فيه ليتخذه المسلمون منهم الجامع الذى يؤدون فيه صواتهم
واجتمعوا فيه ليتخذه المسيحيون منهم الكنيسة التى يؤدون فيها قداساتهم
بل اجتمعوا فيه ليتخذوه ساحة أنس وفرح ويعقدوا قرانهم فيه
ذلك أننى ولأول مرة فى حياتى أرى أو أسمع أو أعلم أن عروسين يعقدان قرانهما فى ميدان عام وتتم طقوس العقد والإشهار فى خضم تظاهرات سياسية
لقد اجتمعوا فيه ليتخذوه ساحة جهاد وعزة وكرامة ، فإما الظفر بالنصر والحرية وارتفاع الرؤوس الى عنان السماء ، وإما الشهادة فى سبيل الله والوطن
وسوف يظل هذا الميدان هو الرمز للصمود
وسوف يحج الى هذا الميدان فى المستقبل السائحون من كل بلاد الدنيا ليشاهدوا هذه الساحة المباركة
سوف يصير هذا الميدان بلا شك من المعالم السياحية فى مصر
ولذلك فاننى أدعو جميع المصريين بالاهتمام بهذا المَعْلَم السياحى الجديد
فهذا الميدان سوف يدر عائدات لا حصر لها فى المستقبل
فتحية لكل شهيد سقط فى هذا الميدان
وتحية لكل مصاب سالت دماؤه على أرض هذا الميدان
وتحية لكل مجاهد ومناضل وصامد ظل مرابطا فى هذا الميدان حتى تحول من ميدان مغمور لا يعرفه الا أهل مصر ، الى كعبة سياحية كبرى يحج اليها السائحون من كل فج عميق