الساعة الآن تقترب من السابعة مساء
قلت لصاحبى الذى يرافقنى الرحلة فى إصلاح بعض المشاكل فى كهرباء السيارة : الوقت بيجرى وعايزين نروح نشوف الماتش
حاول صاحبى استعجال الكهربائى ، ولكن يبدو أن هناك مشكلة تحتاج الى وقت فسيح ، ولذلك قرر الكهربائى تأجيل العمل فى السيارة الى يوم آخر
أخذنا السيارة وعدنا الى المكتب لنحتسى كوبا من الشاى
بدأت الساعة تشير الى السابعة والثلث
انتهى صاحبى من كوبه وانصرف
فكرت فى المكان الذى أذهب اليه لمشاهدة المباراة
هل أشاهدها فى المكتب ؟؟
أم أنزل وأشاهدها فى المقهى ؟؟
أم فى نادى المحامين ؟؟
أم فى البيت ؟؟
وسريعا سريعا قررت الذهاب الى البيت
دخلت البيت
وجدت التليفزيون مغلقا
وابراهيم ومحمد يكتبان واجبهما
وأمهما تجلس معهما تساعدهما
فتحت التليفزيون وأخذت أبحث عن القناة التى تذيع المباراة
أخيرا وجدت القناة
كانت مذاعة على القناة الفضائية المصرية
مضى من المباراة حوالى خمس دقائق
ترك ابراهيم ومحمد الواجب وجاءا يشاهدان المباراة
كان الحماس يأخذنى جدا
وكنت شغوفا لرؤية أول أهداف المنتخب المصرى
مع كل هجمة مصرية يرتفع صوتى وتندفع قدمى اليمنى نحو الكرة محاولا التصويب نحو المرمى الجزائرى وكأننى سأستطيع إحراز هدف بدلا من حسنى عبد ربه أو عماد متعب
ومع كل هجمة مرتدة على الفريق المصرى يرتفع صوتى أيضا : حاسب من ده ، امسك ده ، اقطع الكورة يبنى ، استر يارب ، واقترب من التليفزيون لعلنى أستطيع إيقاف الهجمة بقدمى أو برأسى
يمضى الوقت والامل يراودنى أن هناك هدفا سوف يسجله عمرو زكى أو ابو تريكة
ويسرى الأمل أيضا فى عروق ابراهيم ابنى الذى أحضر كنجة " حذاء رياضى " وأخذ يحركها بيديه بذات طريقة محمد زيدان فى كأس الأمم الأفريقية بغانا
وفى ظل هذا التركيز الشديد والحماس الجبار
تخاطبنى زوجتى من مطبخها :
ــ هتتعشى معانا ؟
ــ لا يا ستى مش هتعشى
ــ ليه 00 متتعشى معانا
ــ لا يا ستى شبعان
ــ غريبة 00 أومال انت أكلت ايه مخليك شبعان كدة ؟
ــ مكلتش حاجة
ولا تكتفى زوجتى بالكلام عبر الأثير حيث هى فى مطبخها وانا فى غرفة أخرى بعيدا عنها ، ولكنها تأتينى وأنا فى ظل الحماس وتقول لى :
ــ انا هعمل سندوتشات جميلة جدددددددددددا
ــ طب بالهنا والشفا
ولا تجد زوجتى أملا فى الحديث معى ، فتعود الى مطبخها وتتركنى أمام التليفزيون
يمضى الوقت وفجأة أجد المنتخب الجزائرى يحرز هدفا فى مرمى المنتخب المصرى
أجد الجماهير الجزائرية هاتفة
واللاعبين الجزائريين يطيرون فرحا
والجهاز الادارى الجزائرى يقفز فرحا
ولكننى لم أصدق
حاولت التركيز جيدا فى اللعبة من خلال إعادتها
قلت لنفسى لعل الكرة ارتطمت فى شباك المنتخب المصرى من الخلف
منيت نفسى أن أجد الكرة غيرت اتجاهها فى الاعادة ولم تسكن شباك الحضرى
ولكن هيهات هيهات
ان الاعادة لم تكذب
وانها قذيفة أطلقت من خلال مدفع دبابة لتسكن شباك الحضرى الذى لم يستطع التعامل معها
انتهى الشوط الأول
وقفت فى البلكونة خلال الفترة ما بين الشوطين
كانت الشوارع تقريبا خالية من المارة ، سوى بعض أشخاص قليلين ، وبعض سيارات اكتست بالعلم المصرى
عدت مرة أخرى لمشاهدة الشوط الثانى ، والذى قد افتتحته ببسم الله الرحمن الرحيم وبالدعاء
ويمضى الوقت سريعا سريعا
وتزداد عصبيتى بمرور الوقت وبتضييعه من لاعبى المنتخب الجزائرى الذين يجيدون فن تضييع الوقت
وفى ظل هذه العصبية تأتى فرصة خطيرة جدا للمنتخب المصرى
يعلو صراخى على هتاف وأصوات الملايين الذين يشاهدون المباراة فى كل انحاء الكرة الارضية : شوط 00 يللا 00 هى دى 00 يارب 00 يارب
ولكن مع أول صيحة من صيحاتى ، أجد محمد ابنى يرتعش من الخوف وكأنه أحس أننى أزجره وأنهره وأصيح فى وجهه لأنه لم ينته من إنهاء واجباته بعد
ويمضى الوقت كالبرق
وتنطلق صافرة نهاية المباراة
أقوم بالتصفيق للمنتخب الجزائرى الذى استطاع الوصول الى كأس العالم بجنوب افريقيا 2010
وأقوم بالتصفيق أيضا للمنتخب المصرى الذى فعل كل ما يمكنه فعله
1000 مبروك للمنتخب الجزائرى الشقيق
ويارب تشرفنا فى جنوب أفريقيا
وهارد لك يا منتخبنا المصرى
وحظ أوفر لك فى بطولات ومسابقة أخرى ان شاء الله
00000
سيداتى آنساتى سادتى
نقلت لحضراتكم الوصف التفصيلى لبعض يوم من حياتى
اتمنى ان اكون قد أسعدتكم
والى اللقاء فى وصفات أخرى ان شاء الله
كان معكم على الهاتف مباشرة
محدثكم
مدحت الخطيب
قلت لصاحبى الذى يرافقنى الرحلة فى إصلاح بعض المشاكل فى كهرباء السيارة : الوقت بيجرى وعايزين نروح نشوف الماتش
حاول صاحبى استعجال الكهربائى ، ولكن يبدو أن هناك مشكلة تحتاج الى وقت فسيح ، ولذلك قرر الكهربائى تأجيل العمل فى السيارة الى يوم آخر
أخذنا السيارة وعدنا الى المكتب لنحتسى كوبا من الشاى
بدأت الساعة تشير الى السابعة والثلث
انتهى صاحبى من كوبه وانصرف
فكرت فى المكان الذى أذهب اليه لمشاهدة المباراة
هل أشاهدها فى المكتب ؟؟
أم أنزل وأشاهدها فى المقهى ؟؟
أم فى نادى المحامين ؟؟
أم فى البيت ؟؟
وسريعا سريعا قررت الذهاب الى البيت
دخلت البيت
وجدت التليفزيون مغلقا
وابراهيم ومحمد يكتبان واجبهما
وأمهما تجلس معهما تساعدهما
فتحت التليفزيون وأخذت أبحث عن القناة التى تذيع المباراة
أخيرا وجدت القناة
كانت مذاعة على القناة الفضائية المصرية
مضى من المباراة حوالى خمس دقائق
ترك ابراهيم ومحمد الواجب وجاءا يشاهدان المباراة
كان الحماس يأخذنى جدا
وكنت شغوفا لرؤية أول أهداف المنتخب المصرى
مع كل هجمة مصرية يرتفع صوتى وتندفع قدمى اليمنى نحو الكرة محاولا التصويب نحو المرمى الجزائرى وكأننى سأستطيع إحراز هدف بدلا من حسنى عبد ربه أو عماد متعب
ومع كل هجمة مرتدة على الفريق المصرى يرتفع صوتى أيضا : حاسب من ده ، امسك ده ، اقطع الكورة يبنى ، استر يارب ، واقترب من التليفزيون لعلنى أستطيع إيقاف الهجمة بقدمى أو برأسى
يمضى الوقت والامل يراودنى أن هناك هدفا سوف يسجله عمرو زكى أو ابو تريكة
ويسرى الأمل أيضا فى عروق ابراهيم ابنى الذى أحضر كنجة " حذاء رياضى " وأخذ يحركها بيديه بذات طريقة محمد زيدان فى كأس الأمم الأفريقية بغانا
وفى ظل هذا التركيز الشديد والحماس الجبار
تخاطبنى زوجتى من مطبخها :
ــ هتتعشى معانا ؟
ــ لا يا ستى مش هتعشى
ــ ليه 00 متتعشى معانا
ــ لا يا ستى شبعان
ــ غريبة 00 أومال انت أكلت ايه مخليك شبعان كدة ؟
ــ مكلتش حاجة
ولا تكتفى زوجتى بالكلام عبر الأثير حيث هى فى مطبخها وانا فى غرفة أخرى بعيدا عنها ، ولكنها تأتينى وأنا فى ظل الحماس وتقول لى :
ــ انا هعمل سندوتشات جميلة جدددددددددددا
ــ طب بالهنا والشفا
ولا تجد زوجتى أملا فى الحديث معى ، فتعود الى مطبخها وتتركنى أمام التليفزيون
يمضى الوقت وفجأة أجد المنتخب الجزائرى يحرز هدفا فى مرمى المنتخب المصرى
أجد الجماهير الجزائرية هاتفة
واللاعبين الجزائريين يطيرون فرحا
والجهاز الادارى الجزائرى يقفز فرحا
ولكننى لم أصدق
حاولت التركيز جيدا فى اللعبة من خلال إعادتها
قلت لنفسى لعل الكرة ارتطمت فى شباك المنتخب المصرى من الخلف
منيت نفسى أن أجد الكرة غيرت اتجاهها فى الاعادة ولم تسكن شباك الحضرى
ولكن هيهات هيهات
ان الاعادة لم تكذب
وانها قذيفة أطلقت من خلال مدفع دبابة لتسكن شباك الحضرى الذى لم يستطع التعامل معها
انتهى الشوط الأول
وقفت فى البلكونة خلال الفترة ما بين الشوطين
كانت الشوارع تقريبا خالية من المارة ، سوى بعض أشخاص قليلين ، وبعض سيارات اكتست بالعلم المصرى
عدت مرة أخرى لمشاهدة الشوط الثانى ، والذى قد افتتحته ببسم الله الرحمن الرحيم وبالدعاء
ويمضى الوقت سريعا سريعا
وتزداد عصبيتى بمرور الوقت وبتضييعه من لاعبى المنتخب الجزائرى الذين يجيدون فن تضييع الوقت
وفى ظل هذه العصبية تأتى فرصة خطيرة جدا للمنتخب المصرى
يعلو صراخى على هتاف وأصوات الملايين الذين يشاهدون المباراة فى كل انحاء الكرة الارضية : شوط 00 يللا 00 هى دى 00 يارب 00 يارب
ولكن مع أول صيحة من صيحاتى ، أجد محمد ابنى يرتعش من الخوف وكأنه أحس أننى أزجره وأنهره وأصيح فى وجهه لأنه لم ينته من إنهاء واجباته بعد
ويمضى الوقت كالبرق
وتنطلق صافرة نهاية المباراة
أقوم بالتصفيق للمنتخب الجزائرى الذى استطاع الوصول الى كأس العالم بجنوب افريقيا 2010
وأقوم بالتصفيق أيضا للمنتخب المصرى الذى فعل كل ما يمكنه فعله
1000 مبروك للمنتخب الجزائرى الشقيق
ويارب تشرفنا فى جنوب أفريقيا
وهارد لك يا منتخبنا المصرى
وحظ أوفر لك فى بطولات ومسابقة أخرى ان شاء الله
00000
سيداتى آنساتى سادتى
نقلت لحضراتكم الوصف التفصيلى لبعض يوم من حياتى
اتمنى ان اكون قد أسعدتكم
والى اللقاء فى وصفات أخرى ان شاء الله
كان معكم على الهاتف مباشرة
محدثكم
مدحت الخطيب