الرئيسية
الانتحار هو إزهاق روح إنسان نفسه بنفسه أو بواسطته بمحض ارادته دون تدخل من إنسان غيره ، فمن يقف أمام شاحنة مسرعة فتسحقه يعد ذلك انتحارا ، ويعد كذلك من يحصل على حيوان مفترس ويطلق له العنان فيفترسه 000 الخ ، فالشرط هنا ألا يتدخل إنسان آخر في عملية الوفاة وإلا كنا في نطاق جريمة جنائية 0
وبدهى أن الانتحار لا يقع إلا من إنسان حي ، ونرى وجوب أن يكون قادرا على اتخاذ الفعل الذي سيودى بحياته ، ولذلك فنحن نعتقد أن الانتحار لا يمكن أن يتواجد بالنسبة لرضيع ما زال في المهد صبيا ، ذلك انه غير مستطيع اتخاذ افعال من شانها احداث وفاته ، كما أن المشلول شللا كليا لا يمكنه الانتحار لعدم مقدرته التحرك واتخاذ الأفعال المودية بحياته ، اللهم إلا إذا كان سلوكه سلبيا كالاضراب عن الطعام أو الشراب أو تعاطى الادوية التي لو لم يتعاطاهــــا لمات ، في مثل هذه الحالات وغيرها يمكن أن يعد الميت منتحرا 0
كما نرى أيضا أن المنتحر يجب أن يكون مدركا وعالما بان سلوكه ــ سواء كان إيجابيا أو سلبيا ــ من شأنه أن يودى بحياته وان تتجه نيته إلي احداث تلك النتيجة وهى الوفاة ، وعلى ذلك فالرضيع الذي يتناول مادة هارية تستخدم في غسيل الملابس أو الاوانى لا يعتبر منتحرا ، ولا يعتبر كذلك المجنون الذي يطلق على نفسه الرصاص ، ولا الذي يقوم بتنظيف سلاحه النارى وبرغم حذره تخرج من سلاحه هذا طلقة فتودى بحياته ، ولا الذي يحاول انقاذ حياة إنسان غيره من الغرق فتهب عاصفة عاتية من الموج فيغرق ، ففي مثل هذه الامثلة وغيرها لا يعتبر الميت منتحرا 0
ونعتقد أن الانتحار يكون متواجدا في حالة الشخص الذي يهوى تسلق الجبال ، أو الذي يهوى السير على حبل ممدود في الجو على ارتفاع كبير من سطح الأرض ، ذلك أن في مثل هذين المثلين وغيرهما ، يفترض أن متسلق الجبال أو السائر على الحبل يعلم أن فعله هذا مشوب بالخطر وان أي خطا أو حادث مفاجىء ستكون من نتيجته هلاكه وازهاق روحه ، ومع ذلك فهو يقدم على هذا الفعل راضيا بالنتيجة أن حدثت ، ولذلك يعد منتحرا كما راينا من قبل 0
من جماع ما سبق يتبين لنا أن الانتحار يتكون من ركن مادي وهو اتخاذ سلوك ــ إيجابي أو سلبي ــ من شأنه إزهاق روح المنتحر ، وان يتم ذلك السلوك بذات نفس المنتحر أو بواسطته دون تدخل من إنسان غيره ، وان تتم الوفاة نتيجة سلوكه هذا ، وركن معنوي يتمثل في العلم والارادة ، فيجب أن يكون المنتحر عالما بان فعله هذا سوف يؤدى إلي الوفاة ، وان تتجه ارادته إلي تحقيق هذه النتيجة 0
ونشترط في هذا المقام أن تحدث الوفاة نتيجة للسلوك الذي اتخذه المنتحر ، أما إذا تمت الوفاة لسبب آخر فإننا لا نكون في نطاق الانتحار ، فإذا القى شخص نفسه من فوق جبل قاصدا بذلك الموت ولكنه توفى اثر ازمة قلبية فاجأته أثناء تحليقه في الهواء وقبل أن يصطدم بأي جسم آخر ، فان الميت لا يعتبر منتحرا ، وإنما يكون قد مات موتا طبيعيا ، ذلك أن الانتحار هو موت غير طبيعى في اصله ، وكذلك لا يعتبر انتحارا من اطلق على نفسه الرصاص ولكن الوفاة تمت نتيجة اصابته بعيار نارى آخر اطلقه عليه شخص غيره ، ومسالة توافر أركان الانتحار يختص بنظرها والفصل فيها قاضى الموضوع دون رقابة محكمة النقض مادام كان استخلاصه استخلاصا سائغا ومقبولا 0
وبدهى أن الانتحار لا يقع إلا من إنسان حي ، ونرى وجوب أن يكون قادرا على اتخاذ الفعل الذي سيودى بحياته ، ولذلك فنحن نعتقد أن الانتحار لا يمكن أن يتواجد بالنسبة لرضيع ما زال في المهد صبيا ، ذلك انه غير مستطيع اتخاذ افعال من شانها احداث وفاته ، كما أن المشلول شللا كليا لا يمكنه الانتحار لعدم مقدرته التحرك واتخاذ الأفعال المودية بحياته ، اللهم إلا إذا كان سلوكه سلبيا كالاضراب عن الطعام أو الشراب أو تعاطى الادوية التي لو لم يتعاطاهــــا لمات ، في مثل هذه الحالات وغيرها يمكن أن يعد الميت منتحرا 0
كما نرى أيضا أن المنتحر يجب أن يكون مدركا وعالما بان سلوكه ــ سواء كان إيجابيا أو سلبيا ــ من شأنه أن يودى بحياته وان تتجه نيته إلي احداث تلك النتيجة وهى الوفاة ، وعلى ذلك فالرضيع الذي يتناول مادة هارية تستخدم في غسيل الملابس أو الاوانى لا يعتبر منتحرا ، ولا يعتبر كذلك المجنون الذي يطلق على نفسه الرصاص ، ولا الذي يقوم بتنظيف سلاحه النارى وبرغم حذره تخرج من سلاحه هذا طلقة فتودى بحياته ، ولا الذي يحاول انقاذ حياة إنسان غيره من الغرق فتهب عاصفة عاتية من الموج فيغرق ، ففي مثل هذه الامثلة وغيرها لا يعتبر الميت منتحرا 0
ونعتقد أن الانتحار يكون متواجدا في حالة الشخص الذي يهوى تسلق الجبال ، أو الذي يهوى السير على حبل ممدود في الجو على ارتفاع كبير من سطح الأرض ، ذلك أن في مثل هذين المثلين وغيرهما ، يفترض أن متسلق الجبال أو السائر على الحبل يعلم أن فعله هذا مشوب بالخطر وان أي خطا أو حادث مفاجىء ستكون من نتيجته هلاكه وازهاق روحه ، ومع ذلك فهو يقدم على هذا الفعل راضيا بالنتيجة أن حدثت ، ولذلك يعد منتحرا كما راينا من قبل 0
من جماع ما سبق يتبين لنا أن الانتحار يتكون من ركن مادي وهو اتخاذ سلوك ــ إيجابي أو سلبي ــ من شأنه إزهاق روح المنتحر ، وان يتم ذلك السلوك بذات نفس المنتحر أو بواسطته دون تدخل من إنسان غيره ، وان تتم الوفاة نتيجة سلوكه هذا ، وركن معنوي يتمثل في العلم والارادة ، فيجب أن يكون المنتحر عالما بان فعله هذا سوف يؤدى إلي الوفاة ، وان تتجه ارادته إلي تحقيق هذه النتيجة 0
ونشترط في هذا المقام أن تحدث الوفاة نتيجة للسلوك الذي اتخذه المنتحر ، أما إذا تمت الوفاة لسبب آخر فإننا لا نكون في نطاق الانتحار ، فإذا القى شخص نفسه من فوق جبل قاصدا بذلك الموت ولكنه توفى اثر ازمة قلبية فاجأته أثناء تحليقه في الهواء وقبل أن يصطدم بأي جسم آخر ، فان الميت لا يعتبر منتحرا ، وإنما يكون قد مات موتا طبيعيا ، ذلك أن الانتحار هو موت غير طبيعى في اصله ، وكذلك لا يعتبر انتحارا من اطلق على نفسه الرصاص ولكن الوفاة تمت نتيجة اصابته بعيار نارى آخر اطلقه عليه شخص غيره ، ومسالة توافر أركان الانتحار يختص بنظرها والفصل فيها قاضى الموضوع دون رقابة محكمة النقض مادام كان استخلاصه استخلاصا سائغا ومقبولا 0
