فى يناير
2006
كانت السيدة / فاطمة داخل بيتها تنتظر عودة زوجها الذى خرج لزيارة أحد أصدقائه
لم يكن بالبيت سواها هى وطفلها البكر الرضيع
وفى حوالى الساعة العاشرة والنصف مساء رن جرس الباب
أسرعت بلهفة كى تفتح الباب لزوجها
فما أطول الليل فى الشتاء
وما أحوج العروس الجديد الى وجود زوجها بجانبها ليؤانسها ويشعرها بشىء من الدفء فى ليالى الشتاء شديدة البرودة
أسرعت تفتح الباب بلهفة
فتحت الباب
لم يكن الطارق زوجها
كانوا ثلاثة ذئاب بشرية
دفعوها دفعا وطرحوها على الارض
ثم دخل وراءهم ثمانية ذئاب بشرية آخرين ليصير العدد 11 ذئبا
حملوها حملا ونزلوا بها الى الشارع وهى تصرخ بأعلى صوتها مستغيثة بمن ينقذها من براثن هؤلاء الذئاب
حاول الجيران التدخل لإنقاذها
ولكن الذئاب أطلقت الأعيرة النارية
اضطر الجيران الى التراجع خوفا على حياتهم
كانت هناك سيارة ميكروباص تنتظر الذئاب
أدخوا فريستهم داخلها وانطلقت السيارة بهم جميعا الى أحد الأماكن الزراعية
وهناك
داخل هذه المنطقة الزراعية
بدأوا يتناوبون عليها واحدا تلو الآخر حتى ارتووا جميعا من الفريسة التى لا تملك لنفسها الا الرضوخ لهم جميعا
أرادوا دعوة أحد أصدقائهم
جاءهم الصديق فورا بعد أن اتصلوا به على الهاتف المحمول
وعندئذ نهرهم الصديق
ماذ فعلتم ؟
إنها زوجة صديق محترم
إنها من عائلة محترمة
ولكنهم سخروا منه
وانطلقوا هاربين
اصطحب الصديق هذه الزوجة الى الشرطة وحدد بيانات وأوصاف هؤلاء الذئاب
وبدأت التحقيقات
وبدأت المحاكمات
وفى 4/1/2009
قضت
محكمة جنايات كفر الشيخ
قضت بالحكم بإعدام عشرة ذئاب منهم
كما قضت بالسجن على الذئب الحادى عشر منهم 15 سنة لكونه لا يزال حدثا
وبهذا الحكم
نستطيع أن نقول للسيدة / فاطمة
مبروك
على الحكم الصادر بإعدام هؤلاء الذئاب البشرية
مبروك
مع أنها كلمة لن تمحو من الذاكرة مرار ما حدث
مبروك
مع أنها لن تعيد ما كان الى ما كان
وهنا
يحق لنا أن نتساءل
هل هذه العقوبة كافية ؟
لو كانت زوجتى هى فاطمة
هل كنت سأرتضى بإعدامهم ؟
هل هذا الحكم سيشفى غليلى ؟
هل سيمحو العار والصدمة والحزن والألم من حياتى ؟
وما ذنب هذه الزوجة المسكينة ؟
قد يقولون أن حوادث الإغتصاب تكون بسبب ظروف تضع المرأة نفسها فيها مثل سيرها بمفردها فى وقت متأخر من الليل وهى ترتدى ملابس مثيرة
أو بسبب أن المرأة سيئة السمعة
أو غير ذلك من أسباب تعود الى المغتصبة نفسها
ولكن الحال هنا مختلف تماما
فالسيدة / فاطمة لم تكن فى الشارع
ولم تكن سيئة السمعة
ولم تثر أحدا
ولكنها كانت قابعة فى عقر دارها
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم