الرئيسية
مختصر الكلام
عزيزي الملحد
طالما أنك ملحد
فليكن حديثك حول وجود الله إثباتا أو نفيا
ومن ثم لا داعي لأن تقحم نفسك في المسائل الدينية التي هي مثار حديث اللا دينيين
ذلك أنه من تدخل فيما لا يعنيه
سمع ما لا يرضيه
وعلى الرغم أن نقد القرآن هو من صميم الفكر اللا ديني ، أو الفكر الديني اللا إسلامي ، إلا أنه يحلو لأهل الإلحاد الخوض فيه ، ومن ثم يأتون العجب العجاب في التفسير والتأويل والتوضيح والتبيان
لماذا ؟
لأنهم أقحموا أنفسهم في أمور ليست من اختصاصهم ، وليست من بين الفكر الإلحادي
ومثال ما تقدم من إقحام أنفسهم في نقد القرآن الكريم ، أنهم يزعمون وجود تناقض بين قوله تعالى في الآية 12 من سورة الأعراف } قَالَ [ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ ] إِذْ أَمَرْتُكۖ ... { وبين قوله تعالى في الآية 75 من سورة ص } قَالَ يَا إِبْلِيسُ [ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ ] لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ ... {
ومعنى الآية الأولي كما يفسرونها أن الله يسأل إبليس ويقول له يا إبليس ما الذي منعك من ألا تسجد ، أي أن الله أمر إبليس بالسجود ولكن هناك شيء منعه من السجود ، ومن ثم سأله الله : يا إبليس ما الذي جعلك تخالف أمري ومنعك من عدم السجود الذي أمرتك به ؟ ألست قد أمرتك بعدم السجود ؟ فلماذا خالفت أمري وسجدت ؟
وخلاصة تفسيرهم أن الله طلب من إبليس عدم السجود ولكن إبليس سجد
أما الآية الثانية فهي على العكس من ذلك ، إذ الله أمر إبليس بالسجود ، ولكن إبليس امتنع عن السجود ، ومن ثم سأله الله : يا إبليس لماذا امتنعت عن السجود ؟ ما الذي منعك أن تسجد على الرغم أنني أمرتك بالسجود ؟ .
وخلاصة تفسيرهم في هذه الجزئية أن الله طلب من إبليس السجود ولكن إبليس لم يسجد .
وذهب الملحدون إلى أن الله لا يعرف قواعد النحو والصرف وأنه في حاجة إلى تعلم اللغة العربية ، وأنه يقول شيئا في موضع ثم ينساه ليقول نقيضه بعد فترة في موضع آخر .
وحقيقة الأمر وللأمانة العلمية فإن علماء التفسير حاولوا الرد على هذه الشبهة بعدة تفسيرات كلها تتعلق بـ [ ألا ] ، وهل الـ [ لا ] زائدة ؟ ، وهل معنى [ ألا ] هو حتى ، إلى آخر ما قيل من تفسيرات كلها يدور حول [ ألا ] واستخداماتها ووظيفتها وما يترتب عليها .
غير أن الذي أراه أن المسألة لا علاقة لها البتة بـ [ ألا ]
كلمة السر في الآيتين هي عبارة [ ما منعك ]
فالجميع يفسر المنع هنا بمعنى الصد أو الحيلولة
ولكن في الحقيقة فإن [ ما منعك ] التي جاءت في الآية الأولي لها معنى مختلف عن تلك التي جاءت في الآية الثانية
فالآية الأولي قالت } قَالَ [ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ ] إِذْ أَمَرْتُكۖ .... {
وفي هذه الآية يجب أن نلاحظ وجود عبارة [إِذْ أَمَرْتُكۖ]
وهذا معناه أن الله أمر إبليس بالسجود
وبالتالي فإن المعنى يكون كالآتي : يا إبليس .. أنا أمرتك بالسجود ولكنك لم تسجد ، فما الذي قواك وشد من أزرك على ألا تسجد ؟
فالمنع الوارد في الآية ليس معناه الصد أو الحيلولة أو الصرف
ولكنه جاء بمعنى القوة والشدة
وما نقول به لا يخالف اللغة العربية في شيء ، فالمنعة لغة هي العزة والقوة والحصانة والوجاهة ، ومن ثم فإنه إذا قيل : ما منعك ؟ أي : ما قواك وحصنك وعززك ؟
وبما نقول يتضح عدم وجود أي لبس أو غموض في هذه الآية ، وأنه لا علاقة من بعيد ولا من قريب بقواعد النحو والصرف بخصوص [ ألا ] .
إذن .. لا يوجد أي تناقض بين الآيتين
بل العكس تماما ، فإنهما يكملان بعضهما بعضا ويقويان المعنى ويؤكداه
فالله في الآية الأولي يسأل إبليس : يا إبليس .. أنا أمرتك بالسجود ومع ذلك أنت لم تسجد ، فأي شيء هذا الذي قواك على ألا تسجد ؟
وفي الآية الثانية ذات المعنى ، فالله يسأل : يا إبليس .. ما منعك أن تسجد ؟
والمنع في هذه الآية ليس بمعنى القوة والعزة كما في الآية الأولي ، ولكنه بمعنى الصد والحيلولة والصرف .
إذن .. كلمة السر تكمن في كلمة [ منعك ]
فهي في الآية الأولي بمعنى القوة والعزة والحصانة
أما في الآية الثانية بمعنى الصد والحيلولة والصرف
عزيزي الملحد
طالما أنك ملحد
فليكن حديثك حول وجود الله إثباتا أو نفيا
ومن ثم لا داعي لأن تقحم نفسك في المسائل الدينية التي هي مثار حديث اللا دينيين
ذلك أنه من تدخل فيما لا يعنيه
سمع ما لا يرضيه
وعلى الرغم أن نقد القرآن هو من صميم الفكر اللا ديني ، أو الفكر الديني اللا إسلامي ، إلا أنه يحلو لأهل الإلحاد الخوض فيه ، ومن ثم يأتون العجب العجاب في التفسير والتأويل والتوضيح والتبيان
لماذا ؟
لأنهم أقحموا أنفسهم في أمور ليست من اختصاصهم ، وليست من بين الفكر الإلحادي
ومثال ما تقدم من إقحام أنفسهم في نقد القرآن الكريم ، أنهم يزعمون وجود تناقض بين قوله تعالى في الآية 12 من سورة الأعراف } قَالَ [ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ ] إِذْ أَمَرْتُكۖ ... { وبين قوله تعالى في الآية 75 من سورة ص } قَالَ يَا إِبْلِيسُ [ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ ] لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ ... {
ومعنى الآية الأولي كما يفسرونها أن الله يسأل إبليس ويقول له يا إبليس ما الذي منعك من ألا تسجد ، أي أن الله أمر إبليس بالسجود ولكن هناك شيء منعه من السجود ، ومن ثم سأله الله : يا إبليس ما الذي جعلك تخالف أمري ومنعك من عدم السجود الذي أمرتك به ؟ ألست قد أمرتك بعدم السجود ؟ فلماذا خالفت أمري وسجدت ؟
وخلاصة تفسيرهم أن الله طلب من إبليس عدم السجود ولكن إبليس سجد
أما الآية الثانية فهي على العكس من ذلك ، إذ الله أمر إبليس بالسجود ، ولكن إبليس امتنع عن السجود ، ومن ثم سأله الله : يا إبليس لماذا امتنعت عن السجود ؟ ما الذي منعك أن تسجد على الرغم أنني أمرتك بالسجود ؟ .
وخلاصة تفسيرهم في هذه الجزئية أن الله طلب من إبليس السجود ولكن إبليس لم يسجد .
وذهب الملحدون إلى أن الله لا يعرف قواعد النحو والصرف وأنه في حاجة إلى تعلم اللغة العربية ، وأنه يقول شيئا في موضع ثم ينساه ليقول نقيضه بعد فترة في موضع آخر .
وحقيقة الأمر وللأمانة العلمية فإن علماء التفسير حاولوا الرد على هذه الشبهة بعدة تفسيرات كلها تتعلق بـ [ ألا ] ، وهل الـ [ لا ] زائدة ؟ ، وهل معنى [ ألا ] هو حتى ، إلى آخر ما قيل من تفسيرات كلها يدور حول [ ألا ] واستخداماتها ووظيفتها وما يترتب عليها .
غير أن الذي أراه أن المسألة لا علاقة لها البتة بـ [ ألا ]
كلمة السر في الآيتين هي عبارة [ ما منعك ]
فالجميع يفسر المنع هنا بمعنى الصد أو الحيلولة
ولكن في الحقيقة فإن [ ما منعك ] التي جاءت في الآية الأولي لها معنى مختلف عن تلك التي جاءت في الآية الثانية
فالآية الأولي قالت } قَالَ [ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ ] إِذْ أَمَرْتُكۖ .... {
وفي هذه الآية يجب أن نلاحظ وجود عبارة [إِذْ أَمَرْتُكۖ]
وهذا معناه أن الله أمر إبليس بالسجود
وبالتالي فإن المعنى يكون كالآتي : يا إبليس .. أنا أمرتك بالسجود ولكنك لم تسجد ، فما الذي قواك وشد من أزرك على ألا تسجد ؟
فالمنع الوارد في الآية ليس معناه الصد أو الحيلولة أو الصرف
ولكنه جاء بمعنى القوة والشدة
وما نقول به لا يخالف اللغة العربية في شيء ، فالمنعة لغة هي العزة والقوة والحصانة والوجاهة ، ومن ثم فإنه إذا قيل : ما منعك ؟ أي : ما قواك وحصنك وعززك ؟
وبما نقول يتضح عدم وجود أي لبس أو غموض في هذه الآية ، وأنه لا علاقة من بعيد ولا من قريب بقواعد النحو والصرف بخصوص [ ألا ] .
إذن .. لا يوجد أي تناقض بين الآيتين
بل العكس تماما ، فإنهما يكملان بعضهما بعضا ويقويان المعنى ويؤكداه
فالله في الآية الأولي يسأل إبليس : يا إبليس .. أنا أمرتك بالسجود ومع ذلك أنت لم تسجد ، فأي شيء هذا الذي قواك على ألا تسجد ؟
وفي الآية الثانية ذات المعنى ، فالله يسأل : يا إبليس .. ما منعك أن تسجد ؟
والمنع في هذه الآية ليس بمعنى القوة والعزة كما في الآية الأولي ، ولكنه بمعنى الصد والحيلولة والصرف .
إذن .. كلمة السر تكمن في كلمة [ منعك ]
فهي في الآية الأولي بمعنى القوة والعزة والحصانة
أما في الآية الثانية بمعنى الصد والحيلولة والصرف
